## نهائي مثالي في يورو 2024: الأداء لإسبانيا، والنجوم
لإنجلترا
تواجه إسبانيا إنجلترا يوم الأحد في نهائي يورو 2024 في مباراة تجمع بين أفضل فريق في البطولة، من حيث الأداء على أرض الملعب، والفريق الذي يمتلك أغنى تشكيلة من النجوم، دون الاستفادة الكاملة من إمكانياتها حتى الآن. نهائي مثالي، غير مسبوق، وغير مؤكد لبلدين يسعيان لنفس الهدف، اغتنام فرصة ذهبية للعودة إلى القمة.
### الوصول إلى النهاية
نحن نقترب من النهاية، من المرحلة الأخيرة ليورو لم يحقق حتى الآن تأثيرًا كبيرًا. قد تقدم المباراة النهائية بين إسبانيا وإنجلترا في الملعب الأولمبي ببرلين النغمة المثالية لإنهاء البطولة. من جهة، فريق لويس دي لا فوينتي، الفريق الوحيد الذي قدم كرة قدم مثيرة حتى الآن. ومن الجهة الأخرى، فريق غاريث ساوثغيت، الذي لم يكن مقنعًا رغم وجود مجموعة كبيرة من النجوم.
### إسبانيا: مفاجأة البطولة
إسبانيا كانت تمتلك بعض الحجج على الورق قبل بداية يورو 2024، لكنها لم تكن مرشحة بقوة مثل فرنسا وإنجلترا، وربما البرتغال. ومع ذلك، من خلال اللعب المقدم خلال البطولة، كسبت إسبانيا الحق في المطالبة بلقب المرشحة الأوفر حظًا في هذا النهائي. لم تعد هي الكاريكاتير الذي كانت عليه في السابق، الفريق الذي كان مهووسًا بامتلاك الكرة لدرجة أنه ينسى إيذاء خصومه.
### أسلحة إسبانيا الهجومية
إسبانيا أضافت عنصرًا جديدًا إلى أسلوب لعبها، حيث تمتلك أجنحة سريعة مثل لامين يامال ونيكو ويليامز، مما يعكس تجديد الفريق وقدرته على إحداث الفارق من خلال السرعة والمراوغة. بالإضافة إلى ذلك، حققت التوازن اللازم للاستفادة من هذه المزايا بالكامل. الثلاثي رودري-فابيان-أولمو، الذي تألق منذ أن تولى المهمة من بيدري، يبدع في خلق المساحات بين الخطوط وتمزيق خط وسط الخصوم. فرنسا، التي خرجت على يد الإسبان في نصف النهائي، يمكن أن تشهد على ذلك.
ضد فرنسا، أظهرت إسبانيا قدرتها على لعب أدوار مختلفة، ولم تعد محصورة في اللعب بالاستحواذ العقيم، لكنها لم تفقد قدرتها على الحفاظ على الكرة لفترات طويلة. هذه القدرة على التكيف مع مختلف السيناريوهات تجعل إسبانيا مختلفة عن إصداراتها السابقة التي فشلت منذ 2014، وتعطيها كل الأسباب للاعتقاد بأنها يمكن أن تعود إلى القمة منذ فوزها بلقب بطل أوروبا في 2012.
### إنجلترا: انتظار طويل
إنجلترا تنتظر منذ فترة أطول بكثير. البحث عن لقب دولي جديد مستمر منذ 1966، وأصبح هذا الأمر مزحة تكرر كثيرًا بالنسبة لمنتخب الأسود الثلاثة. زادت النكتة سوءًا في 2021 عندما خسرت إنجلترا نهائي اليورو أمام إيطاليا في ويمبلي (1-1، 3-2 بركلات الترجيح). كان فريق ساوثغيت مرشحًا، مثل فرنسا، قبل بداية هذا اليورو. وعلى عكس فرنسا، تمكنت إنجلترا من الوصول إلى النهائي رغم الانتقادات العديدة والفوز بمباراتين فقط دون اللجوء إلى الوقت الإضافي أو ركلات الترجيح.
### تحديات النجوم الإنجليز
لم تقنع إنجلترا أبدًا، لكنها استطاعت الوصول إلى النهائي. الفريق يمتلك ربما أغنى تشكيلة في البطولة، خاصة في الهجوم مع رباعي ساكا-بيلينغهام-فودين-كين، الذي لا يوجد له مثيل في الفرق الأخرى من حيث المستوى. ومع ذلك، عانى هؤلاء الأربعة من صعوبة التناغم رغم التغييرات التكتيكية التي أجراها ساوثغيت، الذي انتقل إلى دفاع بثلاثة لاعبين في منتصف البطولة.
### أهمية العقلية
رغم الصعوبات، تمكن الفريق الإنجليزي من التغلب على العقبات. ساهمت قرارات ساوثغيت والبنك الاحتياطي في نجاح الفريق، مثلما فعل أولي واتكينز عندما أنقذ إنجلترا بهدف سحري في الوقت الإضافي ضد هولندا. تمتلك إنجلترا كل المبررات لإنهاء 48 عامًا من الجفاف على المستوى الدولي. لم تقدم نفس الثقة الجماعية مثل إسبانيا، لكنها دائمًا ما وجدت طريقًا للخروج من المواقف الصعبة، مما أعطاها شخصية ضرورية للنجاح.
العقلية ستكون عاملًا حاسمًا في هذا النهائي، وستكون ذات أهمية لتحقيق الفوز.